تقرير او بحث عن نشأة منظمة الامم المتحدة ” نشأة عصبة الامم “
نشأة منظمة الأمم المتحدة ” نشأة عصبة الامم ”
سبق إنشاء منظمة الأمم عدة محاولات 00كانت تستهدف إقامة تنظيم دولي من أجل تسوية المنازعات الدولية بالطرق السليمة وتحقيق السلم والأمن والرفاهية لأعضاء الجماعة الدولية .
$- عصبة الأمم :-
نشأة عصبة الأمم :
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، اجتمعت الدول المنتصرة في مدينة فرساي بفرنسا ، لبحث المشكلات الناجمة عن الحرب .00وكان من بين الاقتراحات العديدة التي تقدمت بها الدول في مؤتمر فرساي ثلاثة مشروعات رسمية هي:-
الأول : المشروع الأمريكي : الذي تقدم به الرئيس الأمريكي ويلسن وكان المبدأ الأخير من المشروع يتضمن إقامة عصبة عامة للأمم تقوم على الاحترام المتبادل لاستقلال وسيادة الدول الأعضاء والتحكيم الإجباري في المنازعات الدولية .
الثاني : المشروع الفرنسي : يستهدف إنشاء مجتمع دولي أقرب ما يكون إلى شكل الدول الاتحادية يأخذ بمبدأ التحكيم الإجباري ، ويجعل للعصبة قوة عسكرية دائمة .
الثالث : المشروع البريطاني : ويقوم على إنشاء منظمة دولية ، تعتمد على الرأي العام العالمي وتأثيره الأدبي ، وترفض فكرة التحكيم الإجباري ، وفكره وقد أخذت اللجنة بوجه النظر البريطانية .
عهد عصبة الأمم
يتكون عهد عصبة الأمم من ست وعشرين مادة وتضمن العهد المبادئ التي تسعى العصبة إلى تحقيقها وهي على النحو التالي : –
1- أن تقبل الدول التزامات معينة بعدم اللجوء إلى الحرب
2- أن تقوم العلاقات بينها علانية على أساس العدالة والشرف .
3- احترام أحكام القانون الدولي والالتزامات الناجمة عن المعاهدات
4- تنمية التعاون بين الأمم في الشئون الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية .
العضوية في العصبة :
مقر العصبة 00 في مدينة جنيف بسويسرا وهي : أول منظمة دولية عالمية ، لأنها كانت تسمح بعضويتها لكل الدول وكانت العضوية فيها نوعين .
أ- عضوية بالتأسيس : وتشمل الدول التي وقعت على عهد العصبة ، ومجموعة أخرى وكان مسموح لها بالانضمام خلال مدة معينة .
ب- عضوية بالانضمام : وتشمل الدول التي توافق العصبة على قبولها بأغلبية ثلثى أعضاء الجمعية العامة . 00 وقد بلغ عدد أعضاء العصبة 60 عضوا . ولم تنضم الولايات المتحدة الأمريكية إليها .
$- الهيكل التنظيمي للعصبة :-
تتكون من ثلاثة اجهز رئيسية هى :-
1- الجمعية العامة : وهي تضم ممثلي كل الدول الأعضاء وتصدر قراراتها بالإجماع ، إلا إذا ورج النص على خلاف ذلك في العهد ، أو في معاهدات السلام التي تضمنت نص العهد وتعقد الجمعية العامة دورة عادية مرة كل سنة في شهر سبتمبر ، ويمكنها أن تعقد دورات استثنائية غير عادية وتعقد اجتماعاتها في مقر الهيئة بجنيف أو في أي مكان آخر يحدد للإجتماع فيه .
2- المجلس : وهو جهاز محدد العضوية ، حيث يشكل من ممثلي الدول العظمى المتحالفة وأنصارها ، ومن ممثلي أربع دول أخرى من أعضاء العصبة تختارهم الجمعية العامة وينعقد المجلس مرة كل سنة على الأقل ولكل عضو صوت واحد في المجلس ، وتصدر قراراته بالإجماع إلا إذا نص على خلاف ذلك .
3- السكرتارية العامة : هي الجهاز الإداري للعصبة ، ومقرها مبنى العصبة في جنيف ، ويشرف عليها سكرتير عام يعينه المجلس بالإجماع : وتوافق عليه الجمعية بالأغلبية . ويعاون السكرتير العام سكرتاريين مساعدين ، وعدد كاف من الموظفين .
فشل العصبة :-
يرجع الفقه الدولي فشل العصبة إلى العديد من الأسباب من أهمها : –
1- عجز العصبة عن تحقيق العالمية :
حيث لم ينضم إلى عضويتها بعض الدول ذات الأهمية الواضحة مثال الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي كما انسحبت من عضويتها دول أخرى لا تقل أهمية مثال اليابان وألمانيا وإيطاليا .
2- عدم تحريم الحرب :
تحرم الحرب كوسيلة لحل المنازعات الدولية ، كما أنها تحظر إعلان الحرب على دولة قبلت قرار التحكيم بقرار المجلس الصادر بالإجماع ولو بعد مضي مدة الثلاثة أشهر ويفهم من ذلك أن الحرب في عهد العصبة لم تكن غير مشروعة بصفة مطلقة بل كانت على العكس وسيلة أخيرة لحل المنازعات .
3- قصور عهد العصبة وعدم فعاليته :
تضمن عهد العصبة العديد من نقاط الضعف سواء كان ذلك متعلقا في علاقة الفروع الرئيسية للعصبة بعضها بالعض الآخر مما أدي إلى ازدواج اختصاصات (الجمعية العامة والمجلس ) وتضار بالقرارات أم كان ذلك متعلقا وكان يعد الإجماع في التصويت في مقدمة الأسباب التي أدت إلى ضعف حركة العصبة .
4- فشل النظم التي قررتها العصبة في تحقيق أهدافها : –
فلم تقم بتنفيذ ( الاقليات ) بصورة واحدة في كافة البلاد وأساءت تطبيق ( نظام الانتداب ) فبدلا من أن تضعه لصالح الأقاليم الخاضعة له كان يتم تطبيقه لمصلحة الدول المنتدبة .
منظمة الأمم المتحدة :
كان لفشل عصبة الأمم وعدم نجاحها في منع قيام الحرب العالمية الثانية التي سببت الخراب والدمار ابلغ الأثر في لفت أنظار الدول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية إلى ضرورة إيجاد تنظيم دولي فعال يحقق السلام ، والأمن والرفاهية للجماعة الدولية .
الأعمال التحضيرية لمنظمة الأمم المتحدة :
أولاً : مرحلة التصريحات الدولية :
1- تصريح الأطلنطي ( 14 أغسطس لعام 1941 ) :
وتضمن هذا التصريح اشارة الى فكرة التنظيم الدائم للسلام الذى يقوم على نزع السلام وتحريم القوة
2- تصريح الامم المتحددة ( او تصريح واشنطن ) :-
وتضمن التصريح الاتفاق على إنشاء تنظيم من أجل الدفاع عن الحياة والحرية والاستقلال والحرية الدينية بالإضافة إلى صيانة الحقوق الإنسانية والعدل .
3- تصريح موسكو ( 30اكتوبر لعام 1943 ) .
يعد تصريح موسكو أكثر تحديداً موسكو اكثر تحديدا من تصريح واشنطن عندما أكد على مبدأ المساواة في السيادة وعالمية والتنظيم .
4- تصريح طهران ( اول ديسمبر لعام 1942 ) :-
وكان يؤكد على ضرورة التعاون الدولي من أجل القضاء على السيطرة والاستعباد .
الآراء اختلفت حول شكل هذه المنظمة ويكمن بللورتها في ثلاثة أراء على النحو التالي : –
الرأي الأول : يدعو إلى إنشاء تحالف عسكري دائم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي .
ولكن كان هناك انتقاض لهذا الرأي على أساس أن نظام الاحلاف العسكرية هو نظام مؤقت بطبيعته ويخضع للتيارات السياسية ، فضلاً ‘، أنه يعني إحلال ديكتاتورية دول الحلفاء محل ديكتاتورية دول المحور .
الراي الثاني : يدعو إلى إنشاء اتحاد فيدرالي على نمط اتحاد الولايات المتحدة الأمريكية ،.
إلا أن هذا الرأي تعرض أيضا للانتقاد على أساس أن تطبيق فكرة الاتحاد الفيدرالي على نطاق إقليمي تختلف عن تطبيقها على نطاق عالمي .
الرأي الثالث : يدعو إلى إنشاء هيئة ، عالمية ، واعية ، يعمل بواسطة أجهزة ذات اختصاصات محددة وسلطات فعالة .
ثانيا :- مرحلة المؤتمرات الدولية :-
1- مؤتمر دومبرتون اوكس :-
قد أسفر هذا المؤتمر عن صياغة الأهداف المراد تحقيقها من إنشاء المنظمة00 والشكل شبة النهائي لها . 00 فمن حيث الأهداف انتهى المؤتمر إلى أن المنظمة تعرف باسم الأمم المتحدة ، وانهاء تعمل على حفظ السلم والأمن الدوليين وتحقيق التعاون الدولي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
أما من حيث الهيكل التنظيمي فقد تضمنت المقترحات أن المنظمة تتكون من فروع رئيسية خمسة هي :
الجمعية العامة 00 التي تضم كل ممثلي الدول الأعضاء ومجلس أمن00 يتكون من آحدى عشر دولة ( خمسى منها دائمة وستة تنتخب لمدة سنتين ) ينعقد بصفة مستمرة ويتولى الوظيفة الرئيسية لحفظ السلم والأمن الدوليين واتخاذ كافة القرارات المتعلقة بذلك بما فيها استخدام القوات المسلحة والأمانة العامة، ومحكمة العدل الدولية ، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يكن له ما يقابلة في عهد عصبة الأمم
2- مؤتمرياليا :
قد انتهى المؤتمر إلى الاتفاق على منح الدول ذوي العضوية الدائمة في مجلس الأمن حق الاعتراض الموقف لأي قرار موضوعي يصدر عن هذا المجلس هو الحق المعروف باسم ( حق الفيتو) .
أما بالنسبة لنظام الوصاية 00فقد تم الاتفاق على أن الأقاليم التي توضع تحت هذا النظام هي الأقاليم التي كانت تخضع لنظام الانتداب في ظل عصبة الأمم .
كما اتخذ المؤتمر عدة قرارات أخرى استهدفت القيام بالخطوات التنفيذية لإنشاء المنظمة العالمية الجديدة.
3- مؤتمر سان فرانسيكو ( 26 يونيو عام 1945)
يلاحظ على هذا المؤتمر 00 مدى هيمنة الدول الكبرى على أعمال المؤتمر على عملية إعداد الميثاق ذاته . ولم تفلح الدول الصغرى في ان تفرض إرادتها . 00وقد قرر المؤتمر العدول عن قاعدة الإجماع وأخذ بدلا منها بقاعدة أغلبية الثلين فيما يتعلق بالمسائل الهامة ، والأغلبية العادية في المسائل الأخرى.
وحرص المؤتمر ايضا أن تكون نصوص الميثاق ومبادئه واتجاته ذات طابع عام ومرن يسمح بتطويعه لمواجهة التطور السريع في العلاقات الدولية .