بحث فى اعجاز القرآن الكريم
وجوه أعجاز القرآن الكريم :-
أولاً : الإعجاز اللغوي :-
المتمثل في بلاغة القرآن وفصاحته وجمعه بين النظام الرائع والمعاني السامية وقوة تأثيره في الأرواح والنفوس وسهولة حفظه وخفته على اللسان واشتماله على أساليب متعدة تختلف باختلاف المقامات والأحوال فكانت الآيات المكية قصيرة تصخ الجنان وتصدع الوجدان وكانت الآيات المدنية طويلة مسهبة لبيان الأحكام يشتد في موضع التخويف والتهديد والترهيب فيكون كالقارعة تهز المشاعر والحواس من ذلك قوله تعالى :” يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ” والقارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش” خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه، ثم سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ويلين ويرق في موضع الترغيب والرحمة والرفق .كما فى قوله تعالى ” وجوه يومئذ ناعمة ، لسعيها راضية ، فجنة عالية ، لا تسمع فيها لاغية ، فيها عين جارية ، فيها سرر مرفوعة ، واكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابى مبثوثة ” .
وبالتأمل في آيات الله المباركات 00يثبت لك أنه ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة والتصرف البديع والمعاني اللطيفة والفوائد الغزيرة والحكم الكثيرة والتناسب في البلاغة والتشابه في البراعة على هذا القول وعلى هذا القدر وإنما تنسب إلى حكيمهم كلمات معدودة وألفاظ قليلة وإلى شاعرهم قصائد محصورة يقع فيها الاختلال والاختلاف لأن كلام الآدمي إن أمتد وقع فيه التفاوت .
ثانياً : اخبار القرآن بأمور مستقبلية جاءت كما نطق :-
من ذلك وعده المؤمنين بالنصر في غزوة بدر الكبرى في قوله تعالى :” إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم” وتحقق ذلك النصر كما أخبر القرآن . ومن ذلك وعده لهم بفتح مكة في قوله تعالى :” لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون ” .
ومن ذلك أخباره بانتصار الروم على الفرس بعد أن كان الفرس غالبين وذلك في قوله تعالى :” الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ،لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنين بنصر الله ” .
ومن ذلك أخباره بضرب الذلة على أشرار اليهود في جميع الأزمان إلى يوم القيامة وأنها لا ترتفع عنهم إلا بحبل من الله وحبل من الناس ارتفاعاً جزئياً ونسبيا موقوتاً بإرادة الله وحكمته وبما يقدمه لهم الناس من معونات وقتية يقول الله تعالى :” ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ”
ثالثا : إخبار القرآن بحوادث ماضية في القرآن الخالية :-
جاء القرآن بقصص الأولين وسير المتقدمين في الزمن الغابر السحيق فقد قص أخبار عاد وقوم لوط وأخبار موسى وفرعون وغيرهم ومن الممتع عقلا على الصادق الأمين الذي لم يقف على الأخبار ولم يشتغل بدراسة التاريخ أن يسجل هذه الوقائع التاريخية التي حدثت في الماضي البعيد على الرغم من أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب ولم يخرج من مكة إلا في رحلة الشام للتجارة .
قال تعالى :” تلك من أنباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فأصبر إن العاقبة للمتقين ” . ولكن المشركين حاولوا عنادا التشكيك في بنوة الرسول صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته فقالوا :” أنما يعلمه بشر هو فتى أعجمي كان لا يجيد العربية وليس له علم بحوادث التاريخ الماضية فرد عليهم القرآن بقوله :” ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ” .
رابعاً:- اشتمال القرآن على الأسرار الكونية والحقائق العلمية :-
التي لا يزال العلم يكشف كل يوم منها جديداً يقطع بأن هذا القرآن من عند الله الذي أحاط بكل شيء علما وليس من عند أحد من الناس فإن هذه الحقائق العلمية لم تكن معروفة لأحد قديما حتى توصل إليها العلماء والباحثون في العصور التالية وكان في القرآن ما يشير إليها ويلفت الأنظار إلى معرفتها .
ومن الثابت أن القرآن قد نزل قبل ما يسمونه عصر النهضة بقرون طويلة ولكن أحدا من فلاسفة البشرية أو عباقرتها أو علمائها لم يستطيع على مر القرون الطوال إبطال شيء مما جاء في القرآن رغم كل هذا التقدم المذهل في العلم .
وحتى تتضح الصورة تماماً 00نعرض لبضع الحقائق العلمية كما وردت في آيات الكتاب العزيز :-
1- أخبر القرآن الكريم أن السموات والأرض كانتا شيئاً واحدا ثم انفصلت الأرض عن السماء في قوله تعالى :” أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ” .
وفي تفسير لهذه الآية بقول ابن كثير : أو لم ير الجاحدون لإلهيته العابدون معه غيره ألم يعلموا أن الله هو المستقل بالحق المستبد بالتدبير ألم يروا أن السموات والأرض كانتا رتقا أي كان الجميع متصلا بعضه ببعض بتلاصق متراكم بعضه فوق بعض رتقا أي كان الجميع متصلا بعضه ببعض بتلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر ففتق هذه من هذه فجعل السموات سبعا والأرض سبعا وفصل بين السماء والأرض بالهواء فأمطرت السماء وأنبتت الأرض . ( ولقد اثبت البحوث العلمية ذلك )
2- كما أخبر القرآن عن مراحل تكوني الإنسان في بطن أمه في قوله تعالى :” خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين”.
يذكر ابن كثير ما ذكره الإمام أحمد في مسنده بسنده قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح وقد أثبتت الدراسات العلمية صدق ما جاء في القرآن .
3- ومن ذلك ما أرشد إليه القرآن من اختلاف بصمات أصابع الناس في قوله تعالى :” أيحسب الإنسان أن لن يجمع عظامه بلى قادرون على أن نسوي بنانه ” .
وقد سبق القرآن الكريم بما قرر ما ادعاه أصحاب النظريات الحديثة في الكشف عن الجريمة حيث ذهبوا إلى القول بأنهم أول من اكتشفوا نظرية البصمات وهو ادعاء مردود بما جاء في كتاب الله تعالى في الآيتين السابقتين .
روي أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فيقال له هؤلاء جيرانك يشهدون عليك فيقول كذبوا فيقول أهلك وعشيرتك فيقول كذبوا فيقول أتحلفون فيحلفون ثم يصمهم الله وتشهد ألسنتهم ثم يدلهم النار .
4- ومن أكبر تحديات القرآن الكريم أن اختيار كلمة بعينها يجعل من المستحيل أن يحل غيرها محلها وأن كل جيل يفهم هذه الكلمة على قدر ما وصل إليه من علم ومعرفة بحيث يكون هذا المفهوم صحيحا على ضوء قواعد اللغة وبالشرع والعقل .
أنظر مثلا إلى كلمة دحاها في قوله تعالى :” والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها” نجد أن كلمة ” دحاها” تأتي بمعنى بسط ووسع وتأتي بمعنى نزع ونثر يقال : دحا المطر الحصى عن وجه الأرض بمعنى نزعه ونثره وتأتي أيضاً بمعنى دفع .
وما قاله علماء التفسير لا يخرج في جملته عن هذا المعنى اللغوي إلا أن ابن كثير ذكر في تفسيره ان الله شرح لنا معنى ” دحاها ” بقوله جل شأنه ” أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها” أي أنه سبحانه أخرج من الأرض الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والأكمام فذلك قوله :” والأرض بعد ذلك دحاها” .
وهذه الآية الكريمة تطابق مطابقة عجيبة أحدث الكشوف العلمية وهو نظيرة تباعد القارات أو انتشارها ومضمون هذه النظرية أن جميع القارات كانت في وقت من الأوقات أجزاء متصلة ثم أنشقت وبدأت تنقذف وتنتشر بحيث وجدت قارات تحول دونها بحار واسعة .
5- اشتمال القرآن على الشريعة الإسلامية التي تنظم أحكامها جميع العلاقات الإنسانية تنظيما دقيقا محكما يحقق خير الناس وصلاحهم والتي جاءت بمبادئ أساسية في ذلك كانت نبراسا استضاء به العلماء والمشرعون فإن هذه التشريعات القرآنية غير المسبوقة لا يمكن أن تكون من وضع بشر .
ذلك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء إلى قوم لم يكن فيهم قانون تنظيم ولا نظام للأسرة أو للتعامل قائم بل كان السائد هو نظام العشائر المبني على التقاليد والعادات الاجتماعية فجاء محمد صلى الله عليه وسلم بقانون منظم للعلاقات بين الدول والعلاقات بين الآحاد وللعلاقات بين الأسرة ومنظم العلاقات بين الأبناء والآباء وبين حقوق كل طائفة أمام الأخرى .
ولكن يعرف الناس قيمة شريعة الإسلام التي جاء بها القرآن لابد من الموازنة بينها وبين القانون الروماني الذي كان يعد خير منظم قانوني عرف في العصر القديم 00فإن تلك الموازنة هي التي تبين فضل ما انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول هذا من عند الله تعالى ويستدل على صدقة بما جاء فيه . وإن هذه الموازنة تضع أيدينا تضع أيدينا على حقائق في التقنين لم تكن معروفة عند الرومان ولا من جاء بعدهم بل لم تعرف في عصرنا الحاضر إلا أخيرا فالشريعة القرآنية :-
1- سوت بين الأجناس ولم تحمل حكما يسري على عربي وآخر يسري على الأعجمي .
2- أعلنت الحرية الكاملة لكل من بلغ سن الرشد لا فرق بين ذكر وأنثى .
3- عاملت المدينين بارفق معاملة إذا عجزوا عن سداد الدين .
4- عاملت الرقيق أرفق معاملة وضيقت نظام الرق ووسعت نطاق العتق واعتبرت الرق الإنساني نظاماً استثنائيا ولذا لم ينص عليه في القرآن وأنما الذي نص عليه في هذا هو العتق .
5- أعطت المرأة حقوقها كاملة وجعلت ماليتها في الأسرة مفصولة عن مالية الزوج وقامت المواريث على نظام لم يصل إلى مثله أي قانون في العالم إلى اليوم والقانونيون الغربيون يعترفون بأنه أمثل نظام عرف .
وقد جاء كل هذا على لسان أمي لا يقرأ ولا يكتب ولم يعلم أحد أن هذه الأحكام جاءت في قانون قبله وإذا كان القانون الروماني قد كان نتيجة تجارب منذ نحو ثلاثة عشر قرنا .
وإذا كان الأمر كذلك وهو حق وجب علينا أن نتعرض لطبيعة التشريعات القرأنية كأقوى وجه من وجوه إعجاز القرآن وقد وجدنا أن هذه التشريعات القرآنية تتسم بما يأتي :-
1- لا تتجاوز آيات الأحكام في القرآن من حيث العدد خمسمائة أية في تقدير عدد كبير من العلماء أما من حيث الموضوعات التي تتناولها هذه الآيات فتتنوع تنوعاً كبيرا حيث يشمل تنظيم علاقة الفرد بالخالق وعلاقة الفرد بغيره داخل الأسرة الزواج والطلاق والنسب والتبني وعلاقة الفرد بغيره في المجتمع المعاملات وعلاقة الفرد بالدولة والدولة بغيرها من الدول في أحوال السلم والحرب .
2- تتسم هذه الأحكام التي تناولها القرآن بالعموم والشمول لكل ما يحتاجه المسلم في حياته وفق ما يريده الشارع وهذا هو معنى قوله تعالى :” ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وقوله :” ما فرطنا في الكتاب من شيء ” .
3- ومما يميز آيات الأحكام من ناحية الصياغة الإيجاز الشديد مع توافر الدقة الوضوح ولذا اجتهد الفقهاء في استنباط حكم تشريعي من إيثار القرآن استخدام كلمة دون غيرها أو حرف أو إسناد فعل إلى فاعل أو غير ذلك مما لا يلتفت إليه كبار المتخصصين إلا بمشقة بالغة من ذلك مثلا أن الفقهاء استنتجوا وجوب تمليك المستحقين للزكاة أنصباءهم بقوله تعالى :” أنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها ” إذا تفيد اللام معنى التمليك 00 فإنه لا يحق للمزكي طبقاً لهذا الرأي إنشاء مصنع بأموال الزكاة على أن يكون ريعه لأصناف المستحقين إذ يشترط أن يملكوا أعيان الواجب دون منفعة ولو وجب على شخص ألف جنيه زكاة لم يجزأ أن يضعها في مشروع وينفق ريعها على المستحقين وتبرأ ذمته مما وجب عليه إلا بإخراج هذا الواجب وتمليكه إلى مستحقيه .
4- وأيضاً تتميز آيات الأحكام بالتركيز على القواعد الكلية التي تندرج تحتها التفصيلات والفروع ومن ذلك التعبير عن مبدا حرية التعاقد ووجوب الوفاء بالعقد بقوله تعالى :” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ” والتعبير عن حفظ حقوق الملكية بقوله تعالى :” يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم .
وقد ترتب على هذه الطريقة في الصياغة عدة نتائج منها .:*-
– الحفاظ على ما هو ثابت فيما تقضيه الحياة الإنسانية من مبادئ لا تقبل التغيير كحرمة الملكية الخاصة ووجوب الوفاء بالعهود ومنع الضرر .
– إفساح المجال أما التغيير في تفصيلات الحياة الاجتماعية المتغيرة كإلحاق مستحدثات التعامل بما يلائمها من القواعد.
– تحققت للنظام التشريعي الإسلامي هذه المرونة التي اكتسبها في التطبيق العلمي في ظروف زمانية ومكانية بالغة التعقيد والتنوع بفضل التركيز في الصياغة على القواعد الكلية وفتح الباب للاجتهاد في مواجهة الظروف المتغيرة والإفادة من الخبرة الإنسانية وتطور التفكير .
ولا يفوتنا في هذا المقام ونحن نتحدث عن التشريع القرآني 00أن نشير إلى أن القرآن لم يعمد إلى أسلوب الهدم الكامل للأوضاع الاجتماعات السائدة في المجتمعات الإنسانية عند نزوله وإنما اتبع أسلوبا مزدوجاً من الإقرار للأوضاع الاجتماعية التي لا تتناقض مع الأصول الأخلاقية والاعتقادية التي ألزم بها اتباعه من جهة والهدم للأعراف التي تتناقض مع هذه الأصول من جهة أخرى .
كما عالج القرآن موضوع انتشار الثأر في المجتمعات القبلية 00عن طريق إثبات الحق في القصاص وتقييد تعلق هذا الحق بالجاني المسئول مسئولية شخصية عن القتل أو الجرح وهذا هو ما تفيده قاعدة النفس بالنفس والجروح قصاص لتمنع مسئولية القبيلة أو الأسرة كلها عما يجنيه أحد أفرادها .
وليس هذا فقط00 ففي تشريع القرآن كثير من الأحكام التي تنظم علاقة الفرد مع ربه مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه فهناك مثلا :-
الأحكام الاعتقادية :- وهي التي تتعلق بما يجب على المكلفة اعتقاد في الله وملائكته ورسله واليوم الآخر ومحل دراسة هذه الأحكام علم التوحيد .
الأحكام الخلقية :- وهي التي تتصل بالفضائل التي يجب على المكلف أن يستظل برايتها وينطوي تحت أعلامها وبالرذائل التي لابد للمكلف أن يبتعد عنها ويقلع عنها ويفر منها فرار الصحيح من الأجرب ومحل دراسة هذه الأحكام علم الأخلاق أو التصوف .
الأحكام العملية :- وهي التي تتصل بما يصدر عن المكلف من قول أو فعل أو أي تصرف من التصرفات وهذا النوع من الأحكام إما أحكام تتصل بالعبادات وهي التي تنظم علاقة الإنسان بربه كالأحكام المتعلقة بالصلاة والصوم والزكاة والحج ونحو ذلك .
وقد شرح ايضا احكاما تحكم المعاملات بين الافراد والجماعه وهى :-
الأحكام المتعلقة بالقضاء والشهادة واليمين ويقصد بها:- تنظيم إجراءات التقاضي لتحقيق العدالة بين الناس وهي التي تدخل فيما يسمى اليوم بقانون المرافعات وآبائها نحو 13 آية .
الأحكام المتعلقة بالجرائم والعقوبات:- وهي تكون القانون الجنائي الإسلامي وآياتها نحو 30 أية ويقصد بها حفظ الناس وأعراضهم وأموالهم وإشاعة الطمأنينة والاستقرار في المجتمع .
الأحكام المتعلقة بنظم الحكم ومدى علاقة الحاكم بالمحكوم وبيان حقوق وواجبات كل من الحاكم والمحكومين وهي تدخل فيما يسمى: بالقانون الدستوري .
الأحكام المتعلقة بمعاملة الدول الإسلامية للدول الأخرى:- ومدى علاقتها بها ونوع هذه العلاقة في السلم والحرب وما يترتب على ذلك من أحكام وكذلك بيان علاقة المستأمنين الأجانب مع الدولة الإسلامية وهذه الأحكام منها ما يدخل في نطاق القانون الدولي العام ومنها ما يدخل في نطاق القانون الدولي الخاص وآياتها نحو 25 آية .
الأحكام الاقتصادية:- وهي التي تتصل بتنظيم العلاقات بين الأغنياء والفقراء وبين الدولة والأفراد كتنظيم حقوق الفقراء في أموال الأغنياء وتنظيم الموارد والمصارف وآياتها نحو 10 آيات .
سادساً : ومن وجوه إعجاز القرآن أيضاً بقاؤه وخلوده محفوظاً مرتلا سرا وعلانية مصداقا لقوله تعالى :” أنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ” وهو أمر لم يتحقق لأي كتاب ظهر في الوجود حتى الكتب السماوية الأخرى فقد أصابها التحريف وانقطاع السند حيث لم يتكفل الله بحفظها الدائم لأنها كتب لرسالات وقتية بل وكلها إلى حفظ الناس .
وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوانب إعجاز القرآن الكريم فيما رواه الإمام علي قال :” سمعت رسول الله يقول أنها ستكون فتنة قلت فما المخرج منها يا رسول الله قال :” كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ فيه الأهواء ولا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن لما سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن هدي به هدى إلى صراط مستقيم ” .