حكمة مشروعية الزواج

حكمة مشروعية الزواج 00( سكن النفس  – إنجاب الأولاد  – التكامل الإنساني )
1- السكن النفسي :-
الآيات القرآنية التي تتحدث عن الزواج تنقسم إلى  قسمين كبيرين :- الاول  قسم يدلل بهذا الزواج على قدرة الله البالغة التي رتبت بين الذكر والأنثى لقاء مشروعاً كانت نتيجته هذه الظاهرة العمرانية التي صارت بها الحياة ، وذلك في مثل قوله تعالى :” وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً .. وكان ربك قديراً  ” .
أما القسم الثاني :- فإنه يبين  الحكمة من هذا الزواج أو يبين أهم حكمة فيه ، وهي السكن النفسي، والمودة التي تربط بين الناس، والرحمة  التي يجب أن تسود معاملاتهم يقول الله تعالى :” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة .. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ” .
ونجد هذه الغاية  00 وهي السكن النفسي   في قوله تعالى أيضاً  :” وهو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن إليها ” . ولعل هذه الحكمة من الأنس الروحي خاصة بالإنسان دون سائر المخلوقات ، فإن الزوجة سنة مطردة في الكائنات كلها .
وقد يتحقق الأنس الروحي الذي يحققه الزواج بين أثنين لا تربطهما علاقة زوجية ، ولكنه  – حين ذلك  يكون أنساً  وقتياً تحكمه منفعة عابرة أو شهوة  جامحة ويظل السكن النفسي المستقر للعلاقة الوطيدة التي أرادها الله بالزواج  فعبر عنها القرآن بقوله  :” وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً  غليظاً ” أي  عهداً شديداً موثقاً يربطكم بهن أقوى الربط وأحكمه .
وإذا كان الزواج وسيلة إلى  تهذيب مشاعر الإنسان بالارتفاع بها عن المستوى الشهواني ، وإلى تزكية الإنساني فيه بإيجاد الألفة والمودة  بينه وبين زوجه ، فإنه كذلك تعبير عن صورة اجتماعية  ناطقة بأن الإنسان  ما خلق لنفسه ولشهوته  بل خلق ليعمر الأرض  بالذرية التي تعبد الله ، كما يعمرها بالمبادئ التي تثبت  جدراته في خلافة الله .
2- انجاب الاولاد :-
لقد كان التناسل من أهم  أهداف الإسلام  حين دعا إلى  الزواج فقد جعل البنين من  زينة  الحياة الدنيا .
وأن الإسلام ليرعي فطرة الوالد في ميله إلى  امتداد  نسبة فينكر  على الأبناء أن ينتسبوا إلى  غير آبائهم ، لأن في ذلك تنكراً لصاحب الحق ، ووضعاً للحقوق في غير ما أمر الله .
ولقد هدد رسول الله صلى الله عليه وسلم   أولئك الأدعياء الذين ينتسبون إلى  غير آبائهم  ، وذلك في الحديث الذي يروية  سعد بن أبي وقاص بقوله  :” سمع  أذني من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :” من أدعى أبا في الإسلام  غير أبيه  وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ” .
3- تحقيق  التكامل الإنساني :-
نقصد بهذا التكامل ” التقاء الذكر والأنثى على غاية وعلى رغبة فالغاية فطرية هي حفظ النوع ، ونفسية هي امتداد النسب وللرغبة طاقة جسدية  لا سبيل إلى  تجاهلها لأنها من أقوى الطاقات وأبرزها في الإنسان .
ولقد شرع الإسلام  الزواج فجعله الوسيلة المشروعة للتعبير عن هذه الرغبة الكامنة فيه وهذا التعبير حلال بالزواج حرام بالسفاح وأن الصحابة ليسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم  يأتي أحدنا شهوة ثم يأخذ أجراً ؟ فيقول :” أرأيتم أو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فيقولون : نعم فيقول : فذاك .
أي أن هذه الشهوة  غريزة كغريزة الطعام والشراب ، والجائع إذا لم يجد ما يذهب به جوعه من طعام حلال أذهبه من طعام حرام .
وعلماء  النفس يقولون بتهذيب السلوك الإنساني  بإعلاء الغريزة أي ترك متنفس طبيعي مشروع للتعبير عنها  والزواج وهو بمثابة  إعلاء للغريزة الجنسية التي لا يكلفنا  الله بكبتها  أو إلغائها ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم  لبعض أصحابه  حين ظنوا أنهم يتقربون  إلى  الله باعتزال النساء :” لكني  أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *